وجه ريال مدريد إنذاراً شديد اللهجة لمنافسه التقليدي برشلونة، بعدما حقق انتصاراً عريضاً ومستحقاً على مضيفه العنيد أتلتيك بيلباو بثلاثية نظيفة، في المواجهة القوية التي احتضنها ملعب “سان ماميس” مساء اليوم، في لقاء مقدم من الجولة التاسعة عشرة لبطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.
ودخل “الميرنجي” اللقاء بنوايا هجومية واضحة لكسر صمود أصحاب الأرض مبكراً، وهو ما تحقق بالفعل في الدقيقة السابعة فقط. وجاء الهدف الأول بلوحة فنية، حيث أرسل الظهير الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد تمريرة طولية دقيقة “بالمقاس”، ضربت عمق دفاع بيلباو ووضعت النجم الفرنسي كيليان مبابي في مواجهة المرمى، ليروضها الأخير بمهارة فائقة وينطلق كالبرق قبل أن يسكنها الشباك بلمسة فنية رائعة، معلناً عن تقدم الضيوف.
ورغم محاولات الفريق الباسكي للعودة في اللقاء مستغلاً عاملي الأرض والجمهور، إلا أن كتيبة المدرب كارلو أنشيلوتي أحكمت سيطرتها على مجريات اللعب. وقبل نهاية الشوط الأول بلحظات، وتحديداً في الدقيقة 42، ضاعف ريال مدريد النتيجة بجملة تكتيكية هوائية؛ بدأت بكرة عرضية متقنة من الجهة اليمنى، ارتقى لها مبابي برأسه ليوجهها نحو زميله إدواردو كامافينجا، الذي لم يتوانَ عن متابعتها برأسية أخرى داخل الشباك، منهياً الشوط الأول بتقدم مريح بهدفين دون رد.
وفي الشوط الثاني، واصل النجم الفرنسي كيليان مبابي تقديم عروضه الساحرة، وعاد لزيارة الشباك مجدداً في الدقيقة 60، مسجلاً هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه. وجاء الهدف من مجهود فردي مميز، حيث أطلق قذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء استقرت في الزاوية الصعبة، لتقتل طموحات بيلباو في العودة وتؤكد حسم النقاط الثلاث.
ولم تكن الليلة مثالية تماماً للنادي الملكي رغم الفوز الكبير، حيث عكرت الإصابات صفو الانتصار. فقد غادر الملعب كل من صانع الهدف الأول ترينت ألكسندر أرنولد، ومسجل الهدف الثاني إدواردو كامافينجا، متأثرين بإصابات عضلية، مما يثير القلق في أروقة النادي قبل الاستحقاقات القادمة، بانتظار الفحوصات الطبية لتحديد مدة غيابهما.
وبهذا الفوز الثمين في أحد أصعب ملاعب الليجا، رفع ريال مدريد رصيده إلى 36 نقطة، معززاً موقعه في وصافة الترتيب ومقلصاً الفارق مع المتصدر برشلونة إلى نقطة واحدة فقط، ليشعل الصراع على لقب الدوري. في المقابل، تجمد رصيد أتلتيك بيلباو عند 20 نقطة، ليظل قابعاً في المركز الثامن، مبتعداً خطوة عن مراكز التأهل الأوروبي.